jeudi 4 février 2010

التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير


الجزء الثامن
بقلـــــــــــــــــم
المؤرخ المغـــربي
عـبـد الكـــريم الفيـــلا لي
إن الأمة التي لاتعرف تاريخها تتمزق في حاضرها وتعرف
الذل والتحقير والبخس والإهانة في مستقبلها
المؤلف

ومهما يكن فإن كل الثورات التي عرفها المغرب جنوبا وشمالا ومنذ 1844 إلى 1920 لم تعرف ولا واحدة منها ما عرفته هذه الثورة من إشهار بمختلف وسائل الإعلام، وإذا كان بعضهم يعلل ذلك بوجودها في المكان المقابل لأوروبا والقريب من المنطقة الدولية في المغرب، وهي منطقة طنجة، فإن هذا ما دفع بنا إلى ذكر ثورتي أمزيان، والريسوني، ورغم ذلك لم يكن لهما من الإشهار ما كان للثورة التي تزعمها محمد بن عبد الكريم، والتي عرفنا بواسطتها ما لم نكن قبل قد سمعنا به، سواء من رجال الصحافة أو السياسيين والعسكريين الأوروبيين، أنجليزيين، وأمريكيين، وفرنسيين، وإسبانيين، وألمانيين، بل هناك زعيم ثورة دامت ثلاثين سنة كانت قوته فيها لا تقل عن عشرين ألف، وهو العالم الجليل أحمد بن الحسن السبعي الإدريسي الصغروشني صاحب قصر "تالسينت" بالأطلس المتوسط الذي تعرفنا عليه قبل وعلى ثورته، بل والذي كتب عنه بعض الأوربيين بحق، وهي الزعامة التي دامت في الأطلس المتوسط من 1881 إلى عام 1916م
والذي واجهته قوات الفرنسيين، وقد كانت وقتها أكبر قوة برية في العالم، بل والتي عرفت بالنظام والانضباط والأسلحة الفتاكة ولم تكتب عنه كعدو سوى مصادر الفرنسيين ووسائل إعلامهم لوليستراسيون والسعادة ثم الصحافة الفرنسية وكتب بعض الضباط الفرنسيين (207) ثم الصحافة الفرنسية خصوصا بعد حرب المنابهة، وبوذنيب 1904-1907-1908 كما سبق، أما ثورة الشمال بزعامة محمد بن عبد الكريم، فقد وجدنا عنه من الأخبار والصور وقتها ما لم يكن لغيره، بل تلك الصحافة التي رددت أخبار الثورة هي التي ستكيف بعض مواقف الاسبانيين والفرنسيين وأحزابهم والرأي العام الذي ستوجهه كذلك في بعض المواقف، إلى درجة الضغط للتبديل والتغيير في القيادات بما فيها
------------------------------------------------------
: (207)
جريدة كانت تصدر بالمغرب في عهد الحماية وقد كانت تخصص كل يوم اثنين للكتابة حول كبار الثوار وكان في المقدمة أحمد بن الحسن السبعي كما كانت بالمثل مجلة لوليستراسيون تفعل، خصوصا حول معركة لمنابهة التي كانت أعنف من معركة أنوال بحيث كانت في منطقة عارية استعمل فيها إلى جانب الأسلحة الفتاكة المتطورة سلاح الطيران، ومثلها معركة الكارة أيضا بتافيلالت عام 1918 ومعركة صاغر بعدو 1933 ثم معركة بادو 1934 كما سنرى.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire